
وضع ثلاثة شبّان حدّا لحياة صديقهم بعد أن حدثت بينهم مناوشات لفظيّة سريعا ما تحوّلت إلى شجار خلال سهرة سمر جمعت الرّفاق الأربعة بحي سيدي سالم التابع لبلديّة البوني هذا وقد استمعت هيئة محكمة الجنايات الإستئفنايّة لأقوال المتّهمين الثلاث الذين مثلوا اليوم الأربعاء أمام مجلس قضاء عنابة للمرّة الثانية بعد الطعن في الحكم الصادر ضدّهم سابقا، وأعادت هيئة المحكمة الإنصات إلى أقوال المتهمين الذين تضاربت تصريحاتهم من متهم إلى آخر، وفي سياق متّصل يتعلّق الأمر بكلّ من الشقيقين “ب.ح” و”ب.ع” البالغان من العمر 26 و38 سنة بالإضافة إلى رفيقهم الثالث “س.أ” البالغ من العمر 26 سنة الذين تمّ استجوابهم في القضيّة التي تعود حيثياتها إلى يوم 04 أكتوبر من سنة 2018 وبالتحديد على الساعة الحادية عشر وخمسة وأربعون دقيقة مساءا حين كان الضحيّة”خ.ع” جالسا رفقة أصدقائه المذكورين سالفا يتبادلون أطراف الحديث بشكل عادي قبل أن تشتعل بينهم ملاسنات كلاميّة أنتجت شجارا عنيفا وانهت بمغادرة الضحيّة العشريني المكان متوجّها إلى مسكنه الفوضوي المتواجد على مستوى حي سيدي سالم التابع لبلديّة البوني، غير أنّ رفقاءه لحقوا به إلى مسكنه وظلّوا يقرعون الباب وينادون باسم بغرض استكمال المشاجرة إلا غاية خروجه من المنزل رغم محاولة والدته تهدئة الأوضاع وطلبها من المتّهمين مغادرة المكان غير أنّهم أصرّوا على إتمام معركتهم بطريقتهم الخاصّة المتمثّلة في إزهاق روحه من أجل إشفاء غليلهم وهو ما تمّ بالفعل بعد أن وجّهوا له سلسلة من الطعنات وتسبّبوا له في جروح متفاوتة الخطورة فارق على إثرها الحياة، تجدر الإشارة أنّ هيئة محكمة الجنايات الإستئنافية استمعت اليوم الأربعاء إلى أقوال والدة الضحيّة البالغة من العمر 52 سنة وكشفت هذه الأخيرة لمصالح الضبطية القضائيّة من قبل أنّها كانت في مسكنها ليلة الوقائع حين تقدّم إليها الشقيقان “ب.ح” و”ب.ع” وكان برفقتهم شخص ثالث، وقاموا بالمناداة على ابنها وعندما رفضت فتح الباب اقتحموا مسكنها فخرجت وهي حاملة بيدها مكنسة، مضيفة أنّها تعرّضت للعنف من طرف المسمى “س.أ” الذي أخبرها أنه سيقتل ابنها وعند خروجه من المسكن وجدت ابنها بصدد الدخول في اشتباك معهم وأشهر المتهم “س.أ” سكّينين أحدهما من الحجم الكبير والآخر صغير نوع “کرونداري”، أين تمكنت من نزع السكين الصغير وتم فك الشجار من قبل “ب.ع” الذي عانق ابنها ووعده بتسوية الأمر وديّا غير أنه قام بتحريض مرافقيه على طعن ابنها وهو ما تم فعلا أین قاموا بتوجيه طعنات له استدعت نقله إلى مستشفى ابن رشد أين فارق الحياة بعد لحظات من وضعه تحت العناية المركّزة، تجدر الغشارة أنّ التحقيقات الأمنية كشفت أنّ الأصدقاء الأربعة كانوا كثيرا ما يجلسون مع بعضهم البعض وأنّهم متعوّدون على السهر مع بعضهم إلى غاية ساعات متأخّرة من اللّيل بصفة يوميّة غير أنّ سهرتهم الأخيرة تخلّلتها مناوشات لفظيّة حادة سريعا ما آلت إلى وقوع شجار بين الضحيّة “خ.ع” ورفقائه الثلاثة الذين وضعوا حدّا لحياته بطريقة بشعة.
وليد سبتي