بوسعادة فتيحة
شهدت إحدى العيادات الخاصة بعنابة قبل عشرة أشهر فضيحة من العيار الثقيل ومأساة حقيقية على إثر تعرض ثلاث أمهات لشلل نصفي أثناء عملية قيصرية جراء إستعمال مخذر تم استيراده من فرنسا لتتحول الفرحة إلى حزن وتنطفئ أنوار السعادة بمجئ المولود الجديد فقدت خلالها الأمهات الثلاث إحساس الأمومة لدرجة أن أحد الأبناء يجهل تفاصيل وجه أمه التي لم تغادر مستشفى سرايدي منذ يومين فقط بعد أن عجز الأطباء عن علاج حالتها وأعدوا تقريرا تحوز آخر ساعة على نسخة منه يتضمن بقاءها معاقة مدى الحياة فيما تماثل الضحيتين الأخرتين للشفاء بعد أشهر من العلاج الطبيعي .نقطة البداية كانت عند دخول السيدات الثلاثة غرفة العمليات بمصحة الفرابي فسم الولادة القيصرية حيث تم تخذيرهن بدواء وسبب لهن مضاعفات صحية خطيرة لم يتمكن على إثرها من المشي بعد أن أصيبن بشلل نصفي من جهة الحوض وأسفل الجسم مما اضطر إدارة المستشفى إلى الإبقاء عليهن من أجل الخضوع لفحوصات أدق وتحاليل وغيرها من الإجراءات التي تدخل في إطار التكفل الطبي بالحالات الثلاث لكن وضعهن لم يتحسن مما خلق حالة ذعر وخوف كبيرتين في أوساط عائلتهن ويتعلق الأمر بثلاث ضحايا الأولى من ولاية قالمة والثانية من بوحجار بولاية الطارف والثانية من بن مهيدي وهي الحالة التي مازالت تعاني من الإعاقة إلى حد كتابة هذه الأسطر هذا وبعد عام كامل من العلاج الذي لم يجد نفعا على مستوى العيادة الخاصة المعروفة بولاية حيث عنابة تم توجيههن إلى مستشفى سرايدي للعلاج الطبيعي أين خضعن لعلاج طويل المدى دام عدة أشهر غادرت على إثره حالتين لتبقى حالة لم تتماثل للشفاء وفقد الأطباء الأمل في شفاءها وهي ضحية لم يتعد سنها 26 سنة فقدت كل فرحة بالحياة والأمل في الشفاء ولم تتمكن حتى من حضن ابنتها فلذة كبدها التي كانت فرحة عمرها الأولى .
ثلاث شموع انطفئت في ربيع العمر
لم يتجاوز عمر الضحايا الثلاث 32 سنة يوم الحادث المشؤوم أي قبل عشرة أشهر فيما لم تتم أصغرهن 26 سنة من عمرها كن جميعا نساء أو فتيات في عمر الزهور إثنين منهن كنا قد أنجبتا ابنهما الثاني والضحية الأخيرة كانت بصدد إنجاب ابنها الأول هي إطار من ولاية قالمة والضحيتين الأخرتين خسرتا أسعد أيام العمر التي يمكن أن تشهدها أي امرأة عند وضعها لمولودها بعد تسعة أشهر من العناء وبما أن القضية بقيت طي الكتمان فلا أحد من الضحايا تمكنت من البوح بها نظرا لخطورة الوضع وحساسية الموفق كون العملية أو المأساة سجلت بإحدى العيادات الخاصة مما جعل العائلات الثلاثة تعاني في صمت وتتلقى العلاج الذي فرض على الضحايا الثلاث في الوقت الذي كادت القضية أن تحول للأرشيف لولا أن الضحية التي تبلغ من العمر 26 سنة بقيت مقعدة حيت لم تفلح جميع سبل العلاج في شفاءها لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو من سيعوض الضحايا من يعوض أم لم تحضن ابنها ساعة الولادة من يعوض أم عن كل ليلة قضتها بعيدة عن مولودها طوال أشهر من تحمل مسؤولية استيراد المخدر أو من المسؤول عن إستعماله كلها أسئلة لم تجد الإجابة بقيت راسخة في أذهان الضحايا وأزواجهن وهو ما أكده زوج الضحية الثانية المدعو العابد من بوحجار الذي كشف بأنه اضطر للسكوت و الإستبعاد رغم أن عائلته تضررت من الحادثة .
زوج إحدى الضحايا فجر القضية لدى العدالة
عادت الفضيحة لتطفو وتصل الرأي العام بعد أن كانت طي الكتمان لعدة أشهر بعد أن تقدم المدعو لعجابلية وليد زوج الضحية (و) 26 سنة بقضية لدى المحكمة الابتدائية دائرة اختصاص الحدث كان قبلها قد توجه بشكوى لدى وكيل الجمهورية بعد أن بئس من شفاء زوجته التي ستقضي بقية حياتها على كرسي متحرك القضية فجرت فضيحة كانت قد دارت أحداثها في صمت لم تعلم سببه إلى الأن خاصة وأن مثل هذه الفضائح سرعان ما تنشر إذا سجلت بالمستشفيات العمومية ليظهر بعده زوج الضحية البالغة من العمر 31 سنة المنحدر من بلدية بوحجار المدعو العابد الذي كشف بأنه مستعد للتقدم بشكوى أو الشهادة لدى الجهات القضائية ومستعد للخروج عن صمته وكشف المعاناة التي تعرضت له زوجته التي دخلت العيادة منذ عدة أشهر لتضع مولودتها الثانية لكنها غادرت على كرسي متحرك أصيبت على إثرها على وقع الصدمة لإعاقة أخرى جراء ارتفاع ضغط الدم مازالت تعاني منه إلى حد الساعة رغم أنها شفيت من الاعاقة التي سببها المخدر يقول العابد بأنه اضطر للصمت و الإهتمام بصحة زوجته فقط لعشرة أشهر كاملة
Bupivacaine المخذر الذي سبب المأساة حسب صاحب المصحة
يقول صاحب مصحة الفرابي المعروفة بولاية عنابة بأن المخذر Bupivacain mylan 5 mg / ml هو سبب الإعاقة للمريضات الثلاث اللواتي أعددن على حد تعبيره تقارير كاملة بحالتهن طوال عام الكامل أين تكفلت بهن المصحة مؤكدا بأن الأمر يتعلق بكميات فقط من الدواء التي تم استيرادها من فرنسا التي احتوت تركيبة خارج التركيبة العادية للدواء المتداول بصفة عادية علما أن صاحب المصحة الذي استخرج العلبة التي مازال يحتفظ بها يؤكد وحسب ما كتب على العلبة بأن تاريخ انتهاء الصلاحية ساري المفعول حتى شهر ديسمبر 2020 مما ينفي احتمال أن الدواء منتهي الصلاحية وقد تم التعامل بمثل هذا المخدر بصفة عادية من قبل بعد التفطن بأن التركيبة الخاصة بكمية من الدواء لا تخضع لمعايير السلامة تم على إثرها توجيه تقرير بالوضع لمدير الصحة بولاية عنابة رفض صاحب المصحة منحنا نسخة منها مدعيا بأنها أمور سرية وحسبه فإن مدير الصحة وجه على إثرها تقريرا للوزارة الوصية تم على إثرها سحب كميات الدواء المتداولة خلال تلك الفترة ومن جهته أكد صاحب العيادة بأنه تم التكفل الصحي بالضحايا لمدة عام إلى جانب توجيههن للعلاج بمستشفى سرايدي مؤكدا بأن كل الإجراءات بما فيها إعفائهن من دفع مستحقات الولادة القيصرية كلها تدخل ضمن الإجراءات التي ساعدت بها المصحة الضحايا اللواتي كن قد وقعن حسبه على تقرير خاص يتضمن تحمل المسؤولية وإعفاء العيادة من أي أعباء في حالة الخطأ الطبي .
من يتحمل مسؤولية الأخطاء الطبية بالجزائر
بعيدا عن القضية أو الفضيحة التي بصدد تناولها يعيش معظم ضحايا الأخطاء الطبية بتشوهات مدى الحياة أمام تقادف المسؤولية بين المصالح والجهات الطبية رغم أن البعض أقدم على تقديم شكاوى لدى الجهات الأمنية لكن لا أحد أو القليلون فقط تمكنوا من الحصول على تعويضات وهو السؤال الذي لم نجد له إجابة لدى مدير العيادة الخاصة الفرابي بعنابة مثله مثل جميع المسؤولين لا أحد يتحمل المسؤولية فالحادثة التي وقعت داخل عيادته الخاصة لا يتحمل مسؤوليتها والدولة لا تتحمل مسؤولية استيراد ذلك الدواء الذي لم يكن مطابقا لمعايير السلامة وبين هذا وذاك يضيع المريض بين إهمال المستشفيات وأخطاء العيادات الخاصة .